المراهقة

مقدمة

مما لا شك فيه أن طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية يمرون بأهم وأخطر مرحلة نمو في
حياتهم ، وهي مرحلة المراهقة

لذا لابد من التعامل معهم بشكل خاص ، وفهم طبيعة المرحلة التي يمر بها المراهق ، وفهم
دور الرفاق والجماعات في التأثير علي سلوك المراهق ، كذلك فهم أثر التغيرات الجسدية علي
 سلوك المراهق

فهناك الكثير من مظاهر السلوك السلبية كالجنوح والتدخين ، وتشكيل جماعات للتخريب ، لذلك
 سوف نستعرض في هذا البحث أهم المشكلات التي يتعرض لها المراهق مع التعليم وهي
 كالآتي :

1 ) مشكلات سببها المدرسة
2 ) مشكلات سببها البيئة الخارجية
3 ) مشكلات سببها الأسرة
4 ) مشكلات سببها الطالب نفسه

( 2 )
أولاً : المشكلات ذات الصلة بالمدرسة

1 )) البناء المدرس :

تتمثل في عدم اتساع البناء المدرسي ، وقلة الملاعب وقلة المختبرات وقلة الزينة ، وازدحام
الطلاب في الفصل الواحد وعدم وجود مسرح معد وعدم وجود مكتبة حديثة


2 )) المناهج الدراسية :

والمشكلة هنا تتمثل في المناهج الدراسية التقليدية التي تعتمد علي التلقين والحفظ والحشو ،
فبقدر ما تكون المناهج - متوافقة مع التطور في عصر التفجر المعرفي وتحاكي بيئة الطالب
واهتماماته وتبحث عن مشكلات تلامس واقعة الاجتماعي والاقتصادي - بقدر ما تعطي نتائج
 افضل وتريح الطالب وتنفس طاقاته ، فالتطور يجب أن يشمل جميع أجزاء العملية التعليمية
 بما فيها المناهج الدراسية


3 )) طرائق التدريس :
إن انتشار وسيادة التعليم اللفظي والتلقين يؤدي إلي عدم الجاذبية
للتعلم ، كما أن محدودية استخدام الوسائل البصرية والسمعية وأجهزة عرض الصور المتحركة
 مثل التلفزيون ، والفيديو يجعل الدروس وطرائقها بعيدة عن التشويق ، فالآن حدث انقلاب في
 اصول التدريس من المعلم إلى المتعلم بحيث اصبح قائم علي منهجية علمية ينتقل من العفوية
إلي القصد ، ومن الجزئية إلي الشمول ، ومن اللفظية إلي الوظيفية

إن الاتجاهات الحديثة تركز علي اعتبار الدرس نظاماً متكاملاً يبرز فيه مفهوم التغذية الراجعة
 أو التقويم النهائي وعدم الاعتماد علي الكتاب المدرسي بمفردة واستخدام مسارات وطرق أكثر
 فاعلية


4 )) الامتحانات :

الامتحانات التقليدية تشجع علي الحفظ السريع الذي لا يمنح الفهم بالمقدار اللازم من العناية فيما
 يتم تعليمه ، بينما الامتحانات الحديثة تعتبر مقياس لمعارف الطالب وأداة للفهم وليس
للاستظهار والحفظ ، ولا تخفي محاولات الغش والنقل في الامتحانات الفصلية

( 3 )
5 )) المعلم :

إن نجاح التربية في تحقيق أهدافها يرتبط بوجود المعلم الكفء المتصف بالأخلاق العالية ،
والمتمسك بالمبادئ والمثل العليا والمتقن للمادة العلمية التي يدرسها والمتعاون مع الزملاء
 والإدارة المدرسية والمتمتع بالتكيف الشخصي والانفعالي 0

فتوافر هذه الصفات في المعلم يساهم في تكيف الطلاب مع المدرسة، ولكن حتى يؤدي المعلم
واجبه علي أكمل وجه علي المجتمع أن يشعره بالمحبة والاحترام والراحة النفسية والمجتمعات
 المتقدمة تعمل جاهدة علي توفير خير الظروف المادية والمعنوية لمعلميها لتمكنهم من أداء
 عملهم



6 )) العلاقات الاجتماعية بالمدرسة :
إن طبيعة العلاقات التي تسود المجتمع المدرسي تؤثر علي تكيف الطلاب ، لذا يجب انتقاء
الإدارات المدرسية – المدير ، مساعد المدير ، الأخصائي الاجتماعي ) المتفهمين لسمات
المرحلة التي يمر بها الطلاب والتي يجب أن يتوفر في اختيارهم الشروط والمعايير التربوية


7 )) التأخر الدراسي :

إن التأخر الدراسي قد يكون سببه المدرسة ، وقد يرجع إلي أسباب ذاتية ( للطالب ) سواء
 كانت نفسية ، أو عقلية ، أو جسدية وقد تكون الأسرة أو البيئة الخارجية سبباً لها

ويتلخص علاج هذه المشكلة بفصل المتأخرين ووضعهم في صفوف خاصة ، ووضع مناهج
خاصة لهم تناسب عمرهم التحصيلي وليس عمرهم الزمني ، وتخصيص المدرسين المؤهلين
 لتعليمهم


( 4 )

ثانيا – مشكلات سببها البيئة الخارجية

إن البيئة الخارجية التي يتفاعل معها المراهق والأقران الذي يرتبط بهم قد تكون سبباً في بعض
 المشاكل التي يتعرض لها المراهق مثل الشغب والخروج عن المألوف والميل إلي التخريب
وإظهار قدرته الجسدية وتأكيد الذات فيقوم بإتلاف بعض أثاث المدرسة أو الاعتداء علي أحد
أعضاء الهيئة الإدارية أو التدريسية وقد يصل به الأمر إلي الهروب من المدرسة وتكوين شلة
 ترفض التعليمات أو النظام المدرسي كلاً أو جزءاً


ثالثاً – مشكلات ذات الصلة بالأسرة


تسود البيت مجموعة ظروف تترك أجواء خاصة ( عاطفية ، أخلاقية ، ثقافية ) ذات أثار
بالغة في تأثيرها علي الأولاد وتظهر في تكيفهم مع الحياة


1 ) الجو العاطفي للأسرة :

يعتبر الجو العاطفي للأسرة من أهم العوامل في تكوين شخصية الأبناء وأساليب تكيفهم فالحب
 الدافئ الشامل يؤدي إلي تعزيز ثقتهم بأنفسهم ، أما إذا حلت عواطف الكراهية والنفور جعلت
حياتهم مشحونة بالشقاء وكونت لديهم انطباعات قاتمة عن المجتمع والأسرة ،كما أن أثار
التقلب العاطفي في الأسرة ينعكس في تصرفات الأبناء وتعاملهم مع بعضهم البعض 0


2 ) الجو الأخلاقي للأسرة:

إن مجموعة القيم الأخلاقية التي يؤمن بها ويعمل وفقاً لها أفراد الأسرة الكبار تنعكس علي
 
الأبناء وفي دراسة وجد أن كل واحد من خمسة جانحين جاء من بيت كان فيه أحد الوالدين أو

 كلاهما منحرفاً من الناحية الأخلاقية


( 5 )

3 ) الجو الاقتصادي للأسرة :

يترك ضغط المستوي الاقتصادي أثاراً صعبة لدي الأولاد في الأسر الفقيرة فالشعور بالحرمان

 يأتي من عدم استطاعة الآسرة تلبية الحاجات للطفل أو المراهق ، كما أن شعوراً بالتوتر
 
العصبي يرافق الأبناء القاطنون مسكناً صغيراً

وفي الأسر ذات المستوي الاقتصادي المرتفع قد يصيب الأبناء أيضاً سوء التكيف بسبب زيادة
 الأنفاق فيلجئون إلي سلوك التعالي علي أقرانهم



4 ) الجو الثقافي للأسرة :

الأسر التي تهمل الجانب الثقافي يظهر في سلوك أبنائها السخرية من المعارف الفكرية
واحتقارها وفي هذا الجو يصبح الطالب بين نقيضين الأسرة ، والمدرسة ، فيجب أن يجد
 التوجيه عند الأهل فيما يقرأ ، وفي المقابل تعمد بعض الأسر توفير ظروف ثقافية مناسبة
للأبناء فتبعد عن جو المنزل القصص المنحرفة والكتب الرخيصة وتوفر الكتب والقصص
المفيدة ، وتقوم بالتوجيه والمناقشات العقلية للأبناء لا شك أن ذلك سوف يؤثر إيجابيا علي
سلوك الأبناء


5 ) علاقات الوالدين في الأسرة :

إن جو المشاحنات بين الأب والأم إن وجدت تخلق توتراً لدي الأبناء وصعوبات في التكيف ،
 ونمو غير طبيعي فإذا انتهت المشاحنات إلي انقطاع كامل أو ما هو قريب منه أصبح البيت
 متصدعاً أو مهدماً ويبدو جحيماً في نظر الأبناء وقد يؤدي بهم إلي ترك المدرسة فيتلقفهم
الشارع ورفاق السوء




( 6 )
رابعاً – مشكلات سببها الطالب نفسه

قد يكون لدي الطالب عيوب شخصية سواء جسمية مثل – القصر الزائد أو النحافة أو البدانة
أو بعض العاهات الجسدية مثل ضعف النظر أو السمع

وقد تكون العيوب عقلية مثل انخفاض مستوي الذكاء ، وانخفاض القدرة علي الانتباه والتذكر
 ، أو عيوب نفسية مثل الخجل

هذه الأمور تشعر المراهق بالنقص وتسبب حالات من الاضطراب والمرض النفسي وتنتهي
بحالة من عدم التكيف تنعكس علي سلوكه في التعليم


الخاتمة :

استعرضنا فيما سبق المشكلات التي تواجه الطلاب في سن المراهقة مع التعليم وانحصرت هذه
 المشكلات فيما بين الأسرة من جانب والمدرسة من جانب أخر

وهذا لا يعفي المؤسسات الاجتماعية الأخرى من المسئولية في هذه المشكلات ، ومن هنا نري
 أنه علي جميع المؤسسات الاجتماعية تضافر الجهود في رعاية هذه الفئة من الطلاب خاصة
أنها في مرحلة عمريه تتسم بالخطورة وهي مرحلة المراهقة حيث تحتاج إلي الرعاية والتوجيه
 والاهتمام من كل المؤسسات كل في مجاله كما يلي :

• التوجيه الديني الصحيح وغرس القيم الإسلامية ومبادئ الشريعة السمحاء في نفوس الطلاب
 ، وهنا يأتي دور المؤسسة الدينية

• الرعاية البدنية بالممارسة الصحيحة للرياضة وشغل أوقات الفراغ فيما يفيد درءاً للانحراف
 ، وهنا يأتي دور المؤسسات الترفيهية ممثلة في الأندية الرياضية

• الرعاية النفسية والوجدانية للمراهق بالتوجيه السلوكي الصحيح واستغلال طاقاتهم استغلال
مفيدا ، بالإضافة إلي تبصرته بالتطورات البدنية والانفعالية والجنسية لهذه المرحلة ، وهنا يأتي
 دور الاختصاصي النفسي والاجتماعي ، هذا بالإضافة إلي ما سقناه من مشكلات تتعلق
 بالأسرة والمدرسة

( 7 )

خلاصة القول أن مشكلات الطلاب في هذه المرحلة تحتاج إلي جهود مدروسة من المؤسسات
المختلفة لخلق جيل مؤمن ومتسلح بالعلم والقيم والمبادئ السليمة ، فلا يخفي علي المجتمع أن
 الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وعصب الأمة فإن صلح صلحت الأمة

بحث اعداد الاستاذة سهى محمد