اخوتى نحن فى اجازة و التلاميد و الطلبة لديهم وقت الفراغ كبير جدا مهما تفننوا فى ملئه فقد جاء يوم العاشر من رمضان يحمل داخلى و داخل ابناء جيلى ممن عاشوا طفولتهم فى سنوات الهجرة المريرة زكريات حفرت داخلنا فقد كانت السويس بالنسبة لعقولنا البسيطة بمثابة الجنة و لما لا و كل طلباتنا البسيطة لا يمكن تحقيق الكثير منها إلا بعد العودة الى السويس فكانت السويس كأنها أم كبيرة فى نظرنا كأطفال حتى أننا أثناء مشاجراتنا الطفولية كنا نتعاير و نتوعد بأن السويس سوف تأتى و تقتص ممن يغير علينا و تعود بى الزاكرة لأكتوبر 1973 فتلك الأيام لا يمكن أن تنسى فبحسى الطفولى وجدت الجميع يتحدث عن الحرب و كيف أننا ننتصر على اليهود و كأن اليهود حسب تخيلى و من شدة قسوة المواقف التى رواها أهلى أمامى أتخيلهم كأنهم ممسوخين و ليسوا بشرا و فى طابور الصباح فى مدرستى الأبتدائية سمعت أن السويس محاصرة من إزاعة المدرسة و كان عقلى الصغير لا يعى معنى كلمة ( محاصرة ) و لكنها شىء سىء يحدث للسويس فسقط على الفور مغشيا علي فى الطابور و اتزكر استفاقتى مع مجموعة زملائى السوايسة وهم يبكون و احتضنتنى ناظرة المدرسة و قالت ( السوايسة مايبكوش ) لينغرس داخلى حب السويس و كانت أسرتى من أوائل الأسر التى عادت إلى السويس فى يوم 18/4/1974 و لا يمكن أن أنسى مشاعرى عند دخولنا إلى السويس ( فرح , سعادة ,عزة , فخر , تطلع , أمل , أمان ) كل تلك المشاعر حشرت داخل قلبى الصغير ها أنا بالسويس لازالت آثار العدوان فى كل مكان و لكننى لم أرى أى شىء ليس لونه وردى و كم عانينا فى سعادة فى تلك الأيام من : الحصول على الكيروسين للطهو و الإضاءة فقد كانت السويس يتم تشغيل الكهرباء بها لمدة ساعتين فقط فى اليوم و كان البائعون قليلون جدا فهم ثلاثة فقط فى منطقة الغريب و الكسارة و النمسا بخلاف تشغيل الأفران لمدة محدودة فى اليوم و نمت و كبرت السويس فى أعيننا و داخل قلوبنا حتى أصبحت السويس التى تعرفونها اليوم .................. و كانت تلك الكلمات إجابة لسؤال إبنى لوالده ( ليه بتحب السويس بالشكل ده يا بابا ... ؟؟ )